قال صديقي إنه يعرف شاباً عربياً (فكلنا عرب، ولا داعي لتشهير الانتماء)، كان هذا المحكي عنه طالباً في إحدى الجامعات الألمانية، ساكناً عند عائلة ألمانية غربية، وفي يوم ما كان متواجداً في المنزل، فجاءت إليه صاحبة المنزل وأوصته بأن يأخذ باله من الإبن الوحيد لها البالغ بضعة سنوات إلى أن تعود من السوق بعد سويعات من ذلك الوقت، وبعد أن غادرت السيدة، وخلال فترة غيابها عن المنزل، وأثناء قيام الطفل باللعب تسبب في سقوط فازة وكسرها، وجعل يبكي، فهدّأه الشاب العربي، وإشفاقاً منه عليه أقنعه بأن يقول لوالدته إنه (أي العربي) هو الذي كسرها. عادت الأم، واكتشفت كسر الفازة، وسألت الطفل عمن كسرها، وفهمت أنه الشاب العربي، فما اقتنعت، وبالتحقيق مع الطفل أدركت أنه (أي طفلها) هو الذي فعل ذلك، وأن الشاب العريي لم يكسر تلك الفازة ولكنه أوحى للطفل أن يكذب على أمه، فجاءت كالنمرة مزمجرة تصرخ في الشاب العربي، تأمره بأن يلملم حاجياته ويغادر المنزل فوراً، مفيدة إياه أنها تفضِّل أن تخسر كل ما في البيت ولا أن يكذب أويتعلم طفلها كذبة واحدة، فطلب منها الشاب أن تمهله يوماً أو بعضاً من ذلك إلى أن يتدبر أمره بمسكن آخر يلجأ إليه، ولكنها أصرت عليه أن يغادر فوراً، وأمام إصرارها لملم الشاب العربي حاجياته وغادر فوراً.
ربما كان الصدق منجِّياً حتى من الأهوال.
الصدق يبني ويساعد على البناء في كل شيىء وفي كل الأحوال.
الصدق يبني الأمم.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد الصادق الأمين.